إصلاح التعليم في العالم العربي في العاصمة الأردنية "عمان" 2013

اختتمت في العاصمة الأردنية "عمان"، يوم الثلاثاء-30.نيسان، أعمال مؤتمر "إصلاح التعليم في العالم العربي"، والذي نظمته الشبكة العربية للتربية المدنية، ومركز ابداع المعلم على مدى الأيام الأربعة الماضية في "عمان" العاصمة الأردنية، تحت رعاية وزير التربية والتعليم الأردني الدكتور محمد الوحش. ودعا المشاركون في المؤتمر إلى إيلاء قطاع التعليم مزيدا من الاهتمام، من خلال زيادة الموارد المرصودة له، ودراسة طبيعة المناهج وسبل إثرائها وتطويرها، مع التركيز على قيم المواطنة، وحقوق الانسان، وتعليم المرأة ودورها، والديمقراطية والسلام بين الشعوب. وطالبوا بالالتفات إلى واقع الطفولة المبكرة، وبذل جهود إضافية للارتقاء بحال التعليم المهني والتقني، وتحسين البيئة التربوية والأوضاع المعيشية للمعلمين. وأكدوا أهمية تعميم المبادرات التربوية المتميزة على المستوى العربي، وتعزيز أواصر التعاون بين المؤسسات المعنية بالشأن التربوي. كما لفتوا إلى ضرورة تحديد هدف ورؤية عامة للتعليم، واعادة النظر في التشريعات القائمة، وتفعيل الايجابي منها وبما يواكب التطور العالمي، ويضمن تكافؤ الفرص وحق التعليم للجميع، إلى جانب إيجاد مجلس اعلى للتعليم، يضم الدوله ممثلة بوزارة التعليم العالي، ووزارة التربية، والمدرسين، والخبراء، والمنظمات المعنية، والتلاميذ، لوضع الخطط التعليميه ومراقبتها. وطالبوا بالتركيز على مهارات التفكير الناقد والمهاري، وتقليل الحشد المعرفي الذي ينمي الحفظ والتلقين، علاوة على تطوير أساليب التقويم لتنمي مهارات التفكير الابداعي، والتركيز على التعلم بالمشروعات والأبحاث، إضافة إلى اللغة العربية كلغة أم وأساس لكل المواد . وحثوا على الاهتمام بالتشاركية في وضع المناهج على أن تكون ملائمة للظروف البيئية والمجتمعية، ومراعاة استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعلم. وقدم الأسعد اليعقوبي، نقيب النقابة العامة للتعليم الثانوي في تونس الأسعد اليعقوبي، ورقة عن "السياق التربوي في الربيع العربي". وأكد أن النظام التربوي التونسي واجه الكثير من الإشكاليات قبيل الثورة، ما أدى إلى تراجعه على شتى الأصعدة. ودعا إلى سن قوانين تؤكد على الحق في التعليم ومجانيته، ودمقطرته، علاوة على إجراء مراجعة للمناهج. وطالب بالعمل على تمكين المعلمين، وتحسين وضعهم المعيشي، واستحداث مجلس أعلى للتربية في تونس، يتمتع بالاستقلالية. وفيما يتعلق بالمعلمين، دعوا إلى توحيد تعريفهم في العالم العربي، وإشراك نقابات المعلمين في منح إجازة مزاولة المهنة، وإعادة تأهيل برامج التدريب الخاصة بهم، وإعادة إحياء كليات المعلمين التي تمنح شهادة متخصصة في أساليب وتقنيات التعليم؛ وطرح برامج تدريبية متخصصة للمعلمين المعينين الجدد، وربط الترقية المادية بالترفيعات بعد أن يخضع المعلم لاختبارات تمكنه من الحصول على هذه الترقية. من ناحيته، قدم أحمد بدوي رئيس شبكة "أنهر"، ورقة حول "أجندة الشباب لإصلاح التعليم في الوضع الراهن". وذكر أن الشباب المصري في الفئة العمرية (15-29 عاما) يقدر عددهم بنحو 24 مليون شخص، أي قرابة 31% من مجمل سكان مصر. وقال: إن عناصر عديدة اجتمعت لتكون سببا للثورات والاحتجاجات السياسية التي شهدها العالم العربي عام 2011، مثل الفساد، والمحاباة، واستغلال السلطة. وأفاد أن هناك حاجة بعد التحولات التي شهدتها مصر، إلى تضمين التغيرات الاجتماعية داخل المجتمع المدرسي، داعيا إلى إنشاء برلمان مدرسي في مصر، لتفعيل التواصل بين الطلبة وصناع القرار. وفي المقابل، أثنى رفعت صباح مدير عام مركز ابداع المعلم، على المؤتمر ومخرجاته، والنقاشات التي دارت خلاله. واعتبر أن مشاركة ممثلي نقابات المعلمين مسألة حيوية، مشيرا إلى الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه النقابات في النهوض بواقع التعليم في العالم العربي. وأشار إلى مساهمة المؤتمر في الربط بين الحملة العربية للتعليم، وغيرها من الشبكات القائمة في العالم العربي، مضيفا "ساهم المؤتمر في إعطاء دفعة معنوية للحملة العربية للتعليم حول قدرتها على تحقيق المزيد من الإنجازات على الصعيد التربوي". وقال: أبرز المؤتمر مؤشرات مختلفة بالنسبة للائتلافات التربوية العربية حول نقاط الضعف والقوة فيها، وهذا أمر في غاية الأهمية، كما أن عقده في ظل مداولات ولقاءات تقام حول العالم لبحث ما تحقق على صعيد أهداف التعليم للجميع، يعطي زخما للمؤسسات والجهات المعنية بالحقل التعليمي في الوطن العربي، للعب دور أكبر على طريق إنجاز هذه الأهداف.

 

للاطلاع على لقاء الدكتور صالح الخلايلة مدير عام التعليم في وزارة التربية والتعليم والسيدة فتوح انهر المدير التنفيذي اضغط هنا